هل اضطراب الشخصية الحدية مرض وراثي؟.. نصائح نفسية للتعامل معه
يشير التحالف الوطني للأمراض العقلية إلى أن وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بكرض اضطراب الشخصية الحدية (BPD) يزيد من خطر إصابة الشخص بنفس الاضطراب بأكثر من خمسة أضعاف.
أسباب الإصابة بمرض اضطراب الشخصية الحدية
ووفقًا لما ذكره موقع onlymyhealth، وتظهر الأبحاث أن هذا الخطر المتزايد يمتد أيضًا إلى الأشخاص الذين لديهم أفراد من الأسرة يعانون من اضطرابات شخصية أخرى، وإن كان بدرجة أقل. ومن المهم أن نلاحظ أن العوامل العائلية لا تقتصر على الوراثة فقط، بل تشمل أيضًا البيئة التي نشأ فيها الشخص، مما يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مدى احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.
على سبيل المثال، ترتبط إساءة المعاملة والإهمال بزيادة خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية. كما أن النمو في بيئة منزلية مع أحد الوالدين المصابين بهذا الاضطراب يمكن أن يخلق بيئة غير مستقرة وفوضوية، مما يزيد من احتمال تطور هذا الاضطراب لدى الأبناء بالإضافة إلى العوامل الوراثية المحتملة. هذا ما أكدته الدراسات الحديثة.
اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي يؤثر بشكل كبير على هوية الشخص وقدرته على تنظيم عواطفه. قد يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من تقلبات عاطفية شديدة، حيث يمكن أن ينتقلوا من مشاعر الحب الشديد إلى الغضب الشديد بسرعة، وغالبًا ما يصعب عليهم العودة إلى حالة ذهنية هادئة بعد أن تثار مشاعرهم بقوة. قد تستمر هذه التقلبات المزاجية لساعات أو حتى أيام، مما يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الشخصية، واحترام الذات، والسلوكيات المندفعة.
تشمل الأعراض والعلامات الشائعة لاضطراب الشخصية الحدية ما يلي:
– خوف شديد وغير عقلاني من الهجر، والقيام بجهود كبيرة لتجنب هذا الشعور.
– علاقات مكثفة وغير مستقرة، تتأرجح بين الحب الشديد والاحتقار.
– صورة ذاتية سلبية وشعور غير مستقر بالذات.
– سلوك محفوف بالمخاطر أو متهور، مثل الإنفاق المفرط أو المقامرة.
– إيذاء النفس من خلال الإصابات المتعمدة أو محاولات الانتحار.
– تقلبات مزاجية حادة تستمر لساعات أو أيام.
– صعوبة في السيطرة على الغضب والنوبات العصبية.
– مشاعر الفراغ المستمرة.
– الشعور بالانفصال عن الأفكار أو المشاعر.
– مواجهة حالات جنون العظمة أو فقدان الواقع نتيجة التوتر.
– الافتقار إلى استقرار الأهداف، مما يؤثر على الصحة العاطفية.
لا تزال أسباب اضطراب الشخصية الحدية غير واضحة بشكل كامل، ولكن من المحتمل أن تكون نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والعصبية. تشمل العوامل الوراثية وجود تاريخ عائلي من الاضطراب، بينما تتضمن العوامل البيئية التعرض للإساءة أو الإهمال خلال الطفولة، والنشوء في بيئة عائلية غير مستقرة. من الناحية العصبية، قد يكون هناك اختلافات في بنية الدماغ ووظيفته تؤثر على كيفية تنظيم العواطف والتعامل مع التوتر.
غالبًا ما تترافق اضطرابات أخرى مع اضطراب الشخصية الحدية، مما يزيد من تعقيد التشخيص والعلاج. تشمل هذه الاضطرابات:
– القلق.
– الاكتئاب.
– اضطرابات الأكل.
– اضطراب ما بعد الصدمة.
– الرهاب.
من الضروري التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية من خلال نهج متعدد الأبعاد يشمل العلاج النفسي، والدعم العائلي، وفي بعض الحالات، الأدوية. يعتبر العلاج السلوكي الجدلي (DBT) أحد العلاجات النفسية الفعالة لاضطراب الشخصية الحدية، حيث يركز على تعليم مهارات التحكم في العواطف، وتحسين العلاقات الشخصية، وتقليل السلوكيات المندفعة. يمكن أن يكون للدعم العائلي دور كبير في مساعدة الأفراد المصابين على التعامل مع التحديات اليومية وتحقيق الاستقرار العاطفي.
في النهاية، يتطلب التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية فهماً عميقاً ومعرفة واسعة بالعوامل المساهمة في تطوره، بالإضافة إلى تقديم الدعم والرعاية المناسبة للأفراد المصابين وأسرهم. من خلال تعزيز الوعي بهذا الاضطراب والعمل على تقليل الوصمة المحيطة به، يمكننا المساهمة في تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية ومساعدتهم على تحقيق التوازن والاستقرار النفسي.